أعلان الهيدر

الأربعاء، 19 ديسمبر 2018

التفائل

التفائل 

التفائل هو إختصار للكثير من المعاني الإجابية ، فهي كلمة تجمع كل المشاعر و الافكار الجميلة هو الأمل هو اليقين بالفرج هو الثقة الكاملة في الله عز و جل و هو الفرح المستقبلي ، هو توقعنا بأن الغد سيكون أجمل و أفضل من اليوم و الإدراك الداخلي بأن الغد هو سعادتنا التي تنسينا متاعب و مصائب اليوم .



إنعكاسات التفائل على الإنسان .


للتفائل طاقة عظيمة تنعكس إيجابيا على نفس الانسان  ، فتمنحه نورا داخليا يجعله يعيش بإحساس يقيني بالسعادة و الأمل و يمنحه كذلك اليقين بأن حاضره السيئ إنما هو لحظة عابرة و جسر يعبر فيه للضفة الاخرى التي ينظره الفرج فيها ، لذلك تجد الانسان المتفائل دائم الابتسامة و القناعة و الرضى رغم كل ظروفه السيئة .

التفائل هو الحافز الرئيسي للواثقين بتحقيق أحلامهم ، فبدون تفائل لا يمكن للإنسان تحقيق أحلامه ، لذلك فهو عامل أساسي قبل أي مرحلة عملية و تطبيقية في مسار الإنسان العملي أو التعليمي أو كيف ما كان مساره الذي يسلكه فالتفائل يأتي أولا قبل البدأ في سبيل تحقيق الأهداف واقعيا ، لأن الشخص الذي يشرع في تطبيق أهدافه و هو يائس منها فهو بذلك إنما يضيع وقته  و جهده بدون فائدة و نسبة تحقيقه لهدفه تكون شبه منعدمة إن لم نقل أنها منعدمة بشكل كامل ، على غرار المتفائلين فهم أشخاص واثقون بأهدافهم و غير يائسين منها فتجدهم يسعون وراء أهدافهم بكل يقين و بكل أمل و لا تحبط عزيمتهم أي عثرات يواجهونها في طريقهم حتى يحققوا أحلامهم فطاقة التفائل الإجابية تمنحهم ثقة زائدة في أنفسهم و عزيمة تزيد من عطائهم العملي ، لذلك فإن التفائل هو نصف النجاح .


عمق التفائل من نظرة دينية  مختصرة .

لا يمنح التفائل الإنسان شعورا باليقين و الثقة بنفسه لتحقيق النجاح المادي و التعليمي فقط ، بل إن للتفائل عمقا أكبر بكثير من مجرد أنه وسيلة نفسية لتحقيق النجاح ، التفائل هو الايمان بالقدر خيره و شره ، فلا تفائل بلا إيمان بالله و قضائه ، و لذلك فإن التفائل قرين الإيمان و جزء لا يتجزأ منه بل هو ركن من أركانه الستة ، و هنا يكمن عمق مفهوم التفائل الذي يرقى بحامله المؤمن بالله الى درجات أسمى عنده عز و جل ، و قد أكد لنا البارئ سبحانه أن نقيض التفائل هو الكفر ،  فقال على لسان سيدنا يعقوب عليه السلام في سورة يوسف : 

 ( يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87) . 

و روح الله معناه الثقة بالله و اليقين به سبحانه و إدراك أنه عز وجل قادر على تبديل الأمور و تسييرها لخير منقلب و هو ما يتلخص في مفهوم التفائل بالله ، لذا لا تيأس فإن اليأس كفر كما قال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه و تحلى بالتفائل تنل بذلك المغنم في الدنيا قبل الاخرة .


و ختاما ..

يجب علينا إدراك أن الحياة إنما هي محطة قصيرة للمحطة النهائية الأعظم ، فلنحسن فيها لأنفسنا بملئها بالأمل و الرجاء الحق في الله لتحقيق ما نريد بإذنه ، و نباعد بيننا و بين اليأس و التشائم فنتاج اليأس هو الخسران في الدنيا و الاخرة ، لنجعل التفائل أسلوبا في حياتنا نحيا معه حتى الممات و أسلوبا نورثه لأبنائنا و نعلمه لمن هو في جوارنا و أهلنا و أصدقائنا لنزيد بذلك من جمالية حياتنا القصيرة و نحيى فيها كما نريد و كما أراد لنا ربنا تعالى أن نكون .











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Translate

يتم التشغيل بواسطة Blogger.