الصدق هو نقيض الكذب ، هو القول و الفعل الصادق الذي لا مراء و لا مكر و لا كذب فيه ، هو أساس كل الأخلاق و هو المبدأ الأول الذي وجب الإلتزام به ، هو صفة حميدة زكية ، و هو ملزم على كل الناس اذا ما أرادوا النجاح في جماع أمورهم و في حياتهم كلها ، و الصدق باب لمحبة الخالق لصاحبه و محبة الناس له و ثقتهم به ، و الإنسان الصادق سعيد بطبعه في جميع الأحوال فالصدق في أموره و قوله يمنحه راحة و طمأنينة في حياته مما يترتب عليه الشعور بالسعادة و الرضى ، هو أساس الثقة بالنفس.
قال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ
من كرامات الصدق و الصادقين أنهم من أحب خلق الله إليه ، فالصدق صفة حميدة ترفع الدرجات و جزائها عظيم عند الله في الدنيا قبل الآخرة ، فجزاء الصادق في الدنيا أن الله يفرج كربه و ينجيه من الآفات و يرزقه حب الناس له و من رزقه الوفير جزاء على حسن نيته و صدق قوله ، و يمنحه سلامة في النفس على عكس الكاذب و المنافق الذي يكون منبوذا عند الناس و مكروها عندهم ، و قد أكد الله سبحانه و تعالى في العديد من الآيات في القرآن الكريم أن الصادقين في الجنة و الكاذبين في النار و العياذ بالله .
لا يعلم قيمة الصدق و مكانته إلا الحكماء من الناس ، هو صفة جعلها الله في الأنبياء أكثر من غيرهم ، و هو أساس البعثة و الرسالات السماوية ، و رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه و سلم هو أصدق الخلق و قد مدح بهذه الصفة قبل بعثته فكانوا ينعتونه بالصادق الأمين قبل نزول الوحي عليه و قد أوصى به و أمر به لأن المسلم و المؤمن الحق صادق لا يكذب .
الصدق و التربية
تعود تنشئة الصدق في الإنسان إجتماعيا للتربية من الصغر ، فالوالدين لهم الدور الأكبر في تربية أولادهم على الصدق و نهيهم على الكذب ، و توجيه أولادهم الى طريق الصدق و معاقبتهم على الكذب و تحذيرهم من عاقبة الكذب و جزائه عند الله عز و جل يوم القيامة ، و وجب على الوالدين أن يكونوا قدوة في الصدق لأبناهم و ذلك بعدم الكذب عليهم و الكذب على الناس أمامهم فبذلك يزرعون الكذب في أبناهم و يكون لهم نصيب من المسؤولية في حالة فساد أخللاق أبنائهم و ضلالهم ، و هم أيضا المسؤولون عن صفات أبنائهم الحميدة .
أهمية الصدق
الصدق صفة ضرورية و وجب علينا التزامها ، هو ضروري كي ييسر الله أمورنا و ننجح في أعمالنا و توطد علاقاتنا و كي نحيى في حب و وئام ، فبالصدق تحلوا العلاقات و تنسجم القلوب و يعم السلام ، و هو أساس الحياة الكريمة الطيبة ، و لا تكتمل الراحة النفسية إلا به ، و لكل راغب في النجاح و تحقيق هدف يصبوا لتحقيقه إن الصدق أساس نجاحك و تحقيقك لأحلامك ، كن صادقا مع نفسك و مع الناس تنل بذلك كل مبتغاك و ما تريد ، الصدق مثبت للقيم الحميدة الأخرى فأسس الأخلاق الصدق فيها ، و في باب الوصاية النوبية في باب الصدق جاء الحديث النبوي الشريف فقال صلى الله عليه و سلم : "إِنَّ الصَّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ ليصْدُقُ حَتَّى يُكتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقاً، وإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفجُورِ وَإِنَّ الفجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّاباً "، فكن صادقا مع الله أولا ثم مع نفسك ثانيا ثم مع الناس ثالثا يجزيك الله تعالى خيرا في الدنيا و الآخرة ، الصدق هو اللبنة الاولى و عماد ديننا الاسلامي الحنيف .
الصدق و أصنافه
- الصدق في النية : و الصدق فالنية مرتبط بإخلاص الفعل و القول صفاء النية لله عز وجل دون غيره و أن الصادق إنما يصدق في أفعاله رغبة في طاعة الله و أجره وليس رياء للناس و تظاهرا أمامهم و بذلك يفقد أجره العظيم عند الله .
- الصدق في القول : صدق القول من تجليات الصدق و هو ما يهذب النفس على أن تكون صادقة ، و قد أوصانا رسولنا عليه الصلاة و السلام بتجنب الكذب في القول و تجنب الكبائر كشهادة الزور و قذف المحصنات ، و الغش و المكر الخداع ، و صدق القول واجب في حياتنا و كي تيسر أمورنا من أعمال و زواج و غيرها و أن نكون مخلصين صادقين فيها كي يبارك الله عز و جل فيها
- الصدق في العمل : ان العمل الذي يكون أساس بنائه خداعا و كذبا تكون عاقبة أمره الفشل و الركود ، على عكس العمل الذي بني على صدق و إخلاص و نية خالصة متوكلة على الله ، فذلك عمل يبارك فيه الله و يجعل فيه الخير الوفير و الثواب العظيم و ذلك العمل هو الذي وصف بأنه عبادة لأنه مبني على طاعة الله و الصدق فيه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق