يواجه الإنسان في حياته الكثير من الصعاب و المصائب و أشكالا من المشاكل السهلة و الصعبة ، يعاني منها أحيانا لمدة قصيرة و أحيانا أخرى لمدة طويلة ، و لهذا فإن الإنسان تلزمه طاقة عظيمة كي يستطيع الوقوف صامدا أمام هذه الصعاب و الإبتلائات و هذه الطاقة هي التي وصفت عبر الزمن و في كل الكتب السماوية بالصبر .
تعريف الصبر
الصبر هو كبح النفس عن ما تكره و السيطرة عليها في حالات الغضب و عدم الخضوع لنزغ النفس و همزات الشيطان ، و دون جزع يحيل بالمرء لفقدان الاجر و الصبر ، و هو من أبرز الصفات التي ذكرت كثيرا و حمدت في الكتب المقدسة لما فيه من فضل و أجر لصاحبه و المتحلي به و هو من الفضائل التي يأمرنا الله سبحانه و تعالى بالتحلي به ، لأن الصبر من صفات المؤمنين و قد جعله الله تعالى صفة عظيمة في سائر أنبيائه و رسله اللذين تحملوا من الابتلاءات و التعب ما لم يتحمله أحد مثلهم ، و هو صفة محمودة تزيد من عزم الانسان و ترفع درجاته عند الله سبحانه و قد خص الله الصبر بكرم عظيم فجعله بابا من أبواب الجنة يدخل منه الصابرون في الدنيا للجنة جزاء لهم في الاخرة .
الصبر و ضرورته
إن الصبر صفة ضرورية في حياة أي إنسان ، فكل شخص يمر في حياته بالعديد من العقبات و المواقف التي تستلزم عليه الصبر فيها و إلا فإنه بعدم صبره يعرض نفسه للخسارة و الضياع في هاوية الضلال و الفشل ، لذلك يعتبر الصبر صفة من الصفة الناجحين و المتميزين ، ليس سهلا أن يكون الإنسان صابرا لذلك ينال الصابر أجره العظيم في الدنيا و الاخرة جزاء على قوته الداخلية الكبيرة و قدرته على تحمل الابتلاءات التي هي في الاساس إمتحانات دنيوية من الله سبحانه و تعالى .
و قد قال سبحانه في كتابه الكريم : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"
وقال : قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ
و هو ما يثبت به سبحانه أن للصابر جزائه في الدنيا و له في الاخرة أجر عظيم فقال أن الصابر له أجره بغير حساب أي أن أجره عظيم عنده سبحانه و قال لعلكم تفلحون و هو ما يعني أن الصابر مفلح إن أخلص في صبره فالفلاح هو الخير الوافر و التوفيق و النجاح المبين .
الصبر صفة الصالحين و الناجحين ، فإن كنت راغبا في حياة ناجحة فعليك بالصبر أمام عقبات حياتك و لاتدع لنفسك و للشيطان عليك سبيلا فتقوم بردود أفعالا هي من سبيل الشيطان ،فإن آذاك شخص فسامح و تجاوز و انسى هموم الدنيا ، و اعقد أملك و رجائك بالله و ثبت نفسك ، و إن أصابك مرض أو بلاء فاصبر لبلاء ربك و كن حامدا له قانع بقضائه ففي ذلك رفعة للدرجات و ذهاب للبلاء و مغفره للذنب ان شاء الله ، و ان أصابك عائق في عمل أو أمر عقدت على فعله فاصبر كذلك و اعلم أن الله سبحانه لا يختار لعبده الا ما فيه خير له .
فضل الصبر و أجره
توعد الله سبحانه و تعالى الصابرين بالاجر العظيم و بشرهم فقال عز و جل : وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ .
هي البشرى من عند الكريم المنان و أن للصابرين أجرهم و أكثر على تحملهم ، ففي الدنيا تنعكس صفة الصبر على حاملها نفسيا بكل إجابية و تجعله يشعر بطاقة داخلية عظيمة تمكنه من التحكم في كل تصرفاته مما يزيده ثقة بنفسه و قدرة على التأثير على محيطه و هيبة في شخصيته ، و ينعكس الصبر على حياته الواقعية بالنجاح في كل أمر يصبوا لتحقيقه كان فيه خيرا له و للناس و لم يخالف أمر الله و شرعه ، و أما عن جزائه في الاخرة فيكفي الصابر أن الله توعده بأجره بدون حساب أي أجره مضاعفا بدون عد و لا حساب ، لذلك وجب علينا و قد علمنا فضائل الصبر أن نجعله صفة نحيا بها حياتنا كلها و نرجوا بذلك أن يكتبنا ربنا عنده من الصابرين و يغفر به ذنوبنا و يجزينا من فضله في جنات النعيم ان شاء الله تعالى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق